الخميس، مارس 29، 2012

أتنين ملهمش آمان !


“في ناس عندها شبابيك بتفتحها علشان تشوف وتفهم وتتفرج لحد ما بتتعلم .. وفي ناس عندها مرايات ، مبتبصش الا لنفسها ومش بتقتنع غير بنفسها.. لحد ما بتتجنن” ، كتبت الجملة دي منذ فترة طويلة لتجعلك على قائمة المتفائلين ، لا اعلم ان لكل شئ مغزى ومعنى سياسي برده ، حيث ان هناك قوى مش شايفة غير نفسها لدرجة انها اصابت بجنون العظمة ، يعتقدون انهم الأغلبية وان الأخرون "أقلية" علماً بأن هذه الجملة كفيلة بخلق الفتن ، يعتقدون انهم الوحيدون الذين ذاقوا مرار التعذيب في سجون امن الدولة ونسيوا ان احنا اللي طلعناهم من السجون ، يعتقدون ان النزول يوم 25 يناير هو في حد ذاته خطر على البلد من الاناركية الفاشية الليبرالية العلمانية التي تريد خراب البلاد وعجلة الانتاج ، فمات من مات .. واصيب من اصيب من الثوار ، وضاعت عيون الكثير من الشباب لأجلهم ، وهم كالشياطين صامتون عن الحق وهذه عادتهم .. ومن المضحك انهم الأن يدعون من مات ومن اصيب ومن فقع عينه للنزول والحشد لأجل مصلحة البلد لا لمصالحهم الشخصية، يعتقدون انهم يملكون مصباح علاء الدين يمكن "فركه" في اي لحظة يطلع بمليونية ، يعتقدون انهم مفجري ثورة الخامس والعشرين من يناير وهم اول من ركبوها واستغنوا عنها وباعوها ، يستغلون الدين لأجل المصالح السياسية وهذا ما ادى لإضعاف الكثيرين من ابناء الشعب لإرضائهم ، قالوا نحن نعشق تراب الوطن وسنطبق "الحرية والعدالة" في دولة انعدمت منها العدالة والوطنية.. وبقيت السياسة هي اللغة الرسمية التي يتعامل بها هؤلاء .. مستمتعين بقذارتها .

وفي اطار المطامع السياسية ، كانت صفقة البرلمان من اشهر الصفقات التي تمت مع المجلس العسكري ، وغيرها من الصفقات التي عمل عليها اصحاب المبدء والمهنج حتى وصل الأمر الى اللجنة التأسيسية لدستور الدولة ، ف عليه العوض ومنه العوض .

بهذا المشهد يذكرني بقصة قصيرة قرأتها .. تقول : كان هناك رجلاً ايرلندي ثري من الإقطاعيين لديه 100 فدان وعدد غفير من الفلاحين يعملون لديه ويزرعون ويروون الأرض يومياً ، ومن ضمن هؤلاء الفلاحين رجلاً شديد الفقر ، كان يحلم دوماً بإمتلاك هذه الأرض حيث قال ذلك لصاحبها وجها لوجه وبدون خوف جعلته يبتسم له ويقول : موافق احقق لك امنيتك ، بس على شرط .. تلف الأرض دي كلها جري في مدة اقصاها ساعة ، اختار نقطة بداية وعد إليها ، ولو رجعت قبل الساعة سأحسب لك المساحة التي تخطيتها وسأعطيها لك مهما كانت تضم اي عدد من الفدادين ، ... وافق الفلاح على الفور وفرح بهذه الصفقة ، وبدء يعدو تلك المساحة بسرعة ، لم يكتفي بعدد معين من الفدادين ولكن اخذ يعدو بعمق الأرض بأكملها ، حيث كان بإمكانه ان يحصل على عدد لا بأس به من الفدادين ولكن الطمع جعله ينظر لل 100 ، حتى وصل إلى نقطة البداية بالفعل .. ونجح ..ولكن قلبه لم يحتمل و مات ! ، ولم يفوز هذا الرجل إلا بقطعة صغيره دفن فيها وصارت قبره .

اتنين ملهمش امان .. السياسي والطمعان

إسلام جاويش .

جميع الحقوق محفوظة لمدونة اصحى يا مصر